بعد أن رفع أبوه صوته عليه...بعد ان رأى وجه والدته المتجهم
ومع خوف هذا الطفل من درجته التي سيحرزها في إمتحان الرياضيات الذي قدمه منذ يومين
لم يكن هناك بد من اللجوء إلى الاوجود إن صح التعبير
ذهب إلى فراشه الصغير
تلك البقعة التي سيقلع منها إلى سماء لا يعلمها إلا الله
أغمض عينيه و راح في سبات عميق
في ذلك العالم الهلامي الذي تجري أحداثه بسرعة جنونية...في عالم الأحلام قابل صديقه الذي لم يره منذ فترة
صديقه أمامه...و طاولة يبدو أن عليها أحد الإمتحانات التي لم يحضر لها ولم يدرس لها
و لكن صديقه يطمأنه...يقول له تعال إلى حديقة المدرسة....سأريك شيئا عجيبا
و لم يخبره الطفل عن أنه يحتاج أن يؤدي الإمتحان....فإنه أول ما نظر إليه شعر بالطمأنينة و لم يعد يرهب شعوذة الأسئلة ولا طلاسم
الكتب الدراسية ..كذلك نسي عن الطفل السمين الذي يضربه لأتفه الأسباب لم يعد هناك شيئ للخوف و انطلق مع صديقه إلى حديقة المدرسة
و في خاطره أن يسأله أن يلعبا كرة القدم سويا بعد أن يريه ذلك الشيئ العجيب الذي حدثه عنه
ذلك حين فتحت والدته الباب و أخذت تنادي إسمه و هي تضع يدها على رأسها من الصداع...قم إلى المدرسة هيا؟؟
عندما فزع هذا الصغير من حلمه الصغير أيضا...تمنى أن لو ظل في حلمه و هو مغمض العينين..تمنى لو أنه لم يلمس شيئا و ظل بلا
خوف ولا رهبة يخطط للعبته القادمة ..في عالم لا يراقبه فيه حشد من الناس يفرحون لبعض أفعاله و يغضبون لبعضها الآخر
عالم الأحلام واقعي جدا...ففي حين أن الإنسان يوجد في الواقع بغير إرادته فإنه يوجد بوسط معمعه الأحداث في أحلامه بغير إرادته أيضا
و لكن الأحلام أعذب لحنا من الواقع
و قد قيل إن الشخص الذي لا يحلم كالجسد الذي لا يتعرق كلاهما يتضرر
فلابد للنفس من تنفيس بطريقة أو بأخرى
إذا نظرنا للأحلام نظرة فاحصة فإن معنى الأحلام الشرعي ليس بجيد فالحلم من النفس و من الشيطان
أما الرؤيا الصالحة فهي جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة
و لكن الذي أقصده أنا هنا هو كل خاطر ووارد و خيال يمر في ذهن الإنسان سواء في خيال أو في غيره
فإن ما يتخيله الإنسان و ما يجول بأفكاره هو الفيصل في طريقة معيشة هذا الإنسان
يتبع إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق