السبت، 8 ديسمبر 2007

نحن و الأحلام2

الحياة مجرد افكار تتسابق إلى ميدان الواقع
فأصل المحدثات الإنسانية جميعا أفكار متراكبة
و كذلك أصل كل الأمور المعقدة التي نراها في الواقع هي أفكار و خواطر بسيطة تمر في ذهن من إبتكرها
فالإسكندر الأكبر المقدوني كانت مربيته تمنيه بأن يكون قائدا و تقول له أنه سيكون القائد المنتصر دائما
و كم شخصا كان يلعب بلعبة تشبه سماعة الطبيب و هو في الثامنة من عمره فتجده يحمل السماعة الحقيقية في عمله و هو في الثامنة و العشرين
و أم الإمام مالك وجهته إلى دراسة الفقه و الإمام مالك نفسه عندما رأى الشافعي رحم الله الجميع قال له إنك سيكون لك شأن فاجتنب المعاصي...فغرز ملامح الشخصية يكون عن طريق ما يحدثنا به عقلنا الباطن الذي يتأثر بدوره
بالأحداث الخارجية التي يمر بها الإنسان منذ طفولته
و قد عقد الشيخ محمد الغزالي فصلا شيقا في كتابه جدد حياتك اسماه
حياتك من صنع أفكارك
و في اللغة الإنجليزية يوجد مثل متداول هو
you are what you think
اي أنت عبارة عما تفكر به
و مما سبق أردت أن أوضح أن سيطرة الإنسان على أفكاره هي سيطرة على واقعه الذي يعيشه و مستقبله المشرف عليه
فإذا سيطر الإنسان على ما يرد عليه من خواطر و أفكار و سخرها تسخيرا إيجابيا كانت كل أفكاره تتجه إلى تحقيق إنجازات متتالية
و ليس أدل على ذلك من أن لعبة الشطرنج عبارة عن شخص عنده حضور ذهني و تركيز و آخر يتخذ بعض الخطوات غير المدروسة
هكذا هي الحياة...التركيز الذهني و الوعي هي صناعة من لهم الغلبة و النصر
إذن حلم الإنسان ليس مجرد صور يراها الإنسان في منامه بل هي مادة اعتصرت من دماغه و امتزجت بلحمه و دمه و صارت الموجه الرئيسي له في حياته ...آنا أتكلم عن خيال الإنسان فأسميه الأحلام و أتكلم عن أفكاره فأسميها الأحلام و أتكلم عن تطلعاته و طموحات فأسميها أحلاما...إن لي معجم إلتهمت فيه الأحلام كثيرا من الكلمات الأخرى فهي عندي ذات مدلول واسع
و كما قال صلى الله عليه في وصف الخوارج أنهم "أحداث أسنان سفهاء أحلام" فأطلق على أحلامهم لقب السفاهة
و هذا يدل على أن للكلمة إستخدامات عدة فلم أتحرج من توسيع معناها
***
فالحلم أن تضع نفسك حيث تحب أن تكون و ترى الصورة بكامل ملامحها و تجعلها جزئا من واقعك فأنت يجب عليك أن تصل إلى تلك الصورة التي في بالك بكل الطرق المباحة المتاحة
و ستجد أنك أصبحت جديا أكثر في تحقيق أهدافك لأنك تنظر إليها نظرة صدق...تصدق ما بها و تسعى إليها تلقائيا
أما عن أساليب تطويع الأفكار التي ترد على أذهاننا فسأترك هذا الموضوع للمستقبل القريب بإذن الله
في هذه المدونة دعوة مفتوحة لكل من إختار لنفسه أن يكون سعيدا و يريد أن يسعى لذلك
سيتم نقاش هذا الموضوع و تحليله و هضمه بالطريقة المناسبة بإذن الله
اجعل احلامك سعيدة و كن سعيدا
فالسعيد من سعد في الدارين في الدنيا و الآخرة
و دمتم سالمين :)

ليست هناك تعليقات: