الثلاثاء، 4 مارس 2008

صحفي عادي جدا

سراب القيم يجعلني أتقيء مفاهيم الحاضرو صوت الضمير غدا أسير الأحبال الصوتية لا يتعداها إلى ما سواها
والجديد في هذا كله أنني أصبحت إنسانا ناضجا تعلمت أن كل شيء نسبة و تناسب
و صرت أرضى بالأمر الواقع
والأمر الواقع هو أن تمكن هؤلاء الأقوياء أن يصنعوا لك واقعا يتلائم
مع النهم الإقتصادي لهؤلاء السادة الممتلئين
وبعد أن كنت مقداما شجاعا
أصبحت أنظر في مكتبي الفخم لكي أصنع نظريات تجعلهم جبناء و هم قد ماتوا في ساحة المعركة
و تجعلني حكيما إذ لم أكن معهم في ساحة المعركة
أوراق...أصنع بها الحقائق التي يريد أن يسمعها الناس
أوراق أبرئ فيها نفسي عن كل ذنب
كلمات أمجد فيها السادة الذين يغدقون علي من كل ما أفاء الله عليهم من نعم
أخيط على وجل أثوابهم الممزقة و أصلح أقبية أخلاقهم
مهنتي الجميلة بعيدة عن الروتين
و لكنني لم أعلم قط أنني من خلال هذه المهنة سأستطيع أن أزور حواس الإنسان و إدراكه
لكي تكون صحفيا ناجحا فأورد شيئا يحتوي على الإثارة
و الإثارة تعني الخروج عن المألوف و إيراد الغرائب
أو طرح قضايا تتعلق بالجنس فهي دائما رائجة
***
عندما كنت صغيرا ووجدت صورتي على إحدى الصحف اليومية
سألت نفسي سؤالا محيرا
لماذا أبدو اجمل بصورتي التي في الجريدة؟
و الذي علمته بوقت متأخر أن العدسة الصحفية تجمل من ترضى عليه لأبعد الحدود
ستجد قوما لا تحبهم الصحافة و تشوه صورتهم
و قوما آخرون يمجدونهم
و انتقل شطر العمل الصحفي من نقل الحقائق للناس
إلى إفتعال الأحداث و الإخراج الفني لمسلسل التمجيد لهؤلاء و البراءة من هؤلاء
و يبدو أن الشخص المحايد هو الذي يتعامل مع الصحف و المجلات من منطلق الإسرائيليات في الرواية
لا نصدقهم ولا نكذبهم
حتى يظهر لنا من الله بينة
فهل أنت محايد؟

ليست هناك تعليقات: