الثلاثاء، 5 فبراير 2008

الجميل ما تراه جميلا



كنت أتلذذ و أنا أنظر إلى العصافير و هي تبحث في كل مكان عن رزقها قبل أن تغرب الشمس


أحيانا أراها تحتمي من لهيب الشمس عند نافذتي


و كنت أتلذذ عندما أسمع زقزقة العصافير ...كنت أتلذذ عندما أكون معهم و أتلذذ عندما أرى على نافذتي جمهورا

يتطفل على خصوصياتي و مع ذلك لا يأبه بي

الطبيعة الخضراء لا تحتاج إلى مهندس ديكور فهي دائما متناسقة و جميلة

شخصيا لا أجد ما يوازي لذة التعايش مع هذه الطبيعة


كنت أستمتع بالجلوس هنا...و الوقوف هناك


في الواقع


إن ما يجعل أي شيء ممتعا ....هو


أننا نراه ممتعا


و إذا بدأنا بالنظر إلى كل شيء على إنه أمر محبب للنفس فهو كذلك


العملية ليست بهذه البساطة...ربما...و لكن الأمر كذلك


فلم تكن الشجرة المحرمة في الجنة بأفضل من باقي الأشجار


و لكن الشيطان يحاول أن يحبب الأمر لآدم و حواء


فجعل لهذه الشجرة شأنا.....و أصبحت كذلك...بعدما كانت محرمة و بعيدة عن ناظريهما أصبحت الشغل الشاغل لهما


إلى أن خرج ابوانا من الجنة


و لا يقوم الشيطان بشيء مختلف حتى بعد كل هذه السنين


فلا يزال يكلمنا عن هذه الشجرة ويقول لنا نفس الكلمات


لا زال يقول لنا إنها شجرة الخلد و ملك لايفنى


هي شجرة الخلد لأن الإنسان عندما يعصي يعتقد في نفسه الخلود فلا يفكر في الموت


و ملك لا يفنى هو حب الإنسان للتملك و الإحراز حبا لا يوازيه حب


و إن كان الشيطان لا يخاطبنا عن هذه الشجرة إلا أنه لا يزال يخاطبنا عن ثمارها


فمن بين كل الأشياء التي نستطيع النظر إليها يشجعنا على النظرة المحرمة


و من بين كل المشروبات المباحة يشجع على الخمر


و كل ما يقوم به الشيطان أنه يحسن نظرتنا إتجاه الأشياء المحرمة و يزينها بأمور ليست فيها


و يبدو أن ذلك يعمل و على مستوى البشرية فلا يزال الإنسان يقطف من هذه الشجرة


و عليه أن يفعل كما فعل أبوه أن يتوب و يستر على نفسه ويغطي سوأته


جمل الأمور المفيدة و المباحة و المستحبة شرعا في نفسك...و حببها إلى ذاتك و اجعل متعتك في طاعة الملك جل و علا


فإنك إن فعلت ذلك لم تشقى و لم تخزى


صحح تفكيرك و غير نظرتك للأمور


فإنك إن فعلت ذلك كنت من الفائزين