
كنت أتلذذ و أنا أنظر إلى العصافير و هي تبحث في كل مكان عن رزقها قبل أن تغرب الشمس
أحيانا أراها تحتمي من لهيب الشمس عند نافذتي
و كنت أتلذذ عندما أسمع زقزقة العصافير ...كنت أتلذذ عندما أكون معهم و أتلذذ عندما أرى على نافذتي جمهورا
يتطفل على خصوصياتي و مع ذلك لا يأبه بي
الطبيعة الخضراء لا تحتاج إلى مهندس ديكور فهي دائما متناسقة و جميلة
شخصيا لا أجد ما يوازي لذة التعايش مع هذه الطبيعة
كنت أستمتع بالجلوس هنا...و الوقوف هناك
في الواقع
إن ما يجعل أي شيء ممتعا ....هو
أننا نراه ممتعا
و إذا بدأنا بالنظر إلى كل شيء على إنه أمر محبب للنفس فهو كذلك
العملية ليست بهذه البساطة...ربما...و لكن الأمر كذلك
فلم تكن الشجرة المحرمة في الجنة بأفضل من باقي الأشجار
و لكن الشيطان يحاول أن يحبب الأمر لآدم و حواء
فجعل لهذه الشجرة شأنا.....و أصبحت كذلك...بعدما كانت محرمة و بعيدة عن ناظريهما أصبحت الشغل الشاغل لهما
إلى أن خرج ابوانا من الجنة
و لا يقوم الشيطان بشيء مختلف حتى بعد كل هذه السنين
فلا يزال يكلمنا عن هذه الشجرة ويقول لنا نفس الكلمات
لا زال يقول لنا إنها شجرة الخلد و ملك لايفنى
هي شجرة الخلد لأن الإنسان عندما يعصي يعتقد في نفسه الخلود فلا يفكر في الموت
و ملك لا يفنى هو حب الإنسان للتملك و الإحراز حبا لا يوازيه حب
و إن كان الشيطان لا يخاطبنا عن هذه الشجرة إلا أنه لا يزال يخاطبنا عن ثمارها
فمن بين كل الأشياء التي نستطيع النظر إليها يشجعنا على النظرة المحرمة
و من بين كل المشروبات المباحة يشجع على الخمر
و كل ما يقوم به الشيطان أنه يحسن نظرتنا إتجاه الأشياء المحرمة و يزينها بأمور ليست فيها
و يبدو أن ذلك يعمل و على مستوى البشرية فلا يزال الإنسان يقطف من هذه الشجرة
و عليه أن يفعل كما فعل أبوه أن يتوب و يستر على نفسه ويغطي سوأته
جمل الأمور المفيدة و المباحة و المستحبة شرعا في نفسك...و حببها إلى ذاتك و اجعل متعتك في طاعة الملك جل و علا
فإنك إن فعلت ذلك لم تشقى و لم تخزى
صحح تفكيرك و غير نظرتك للأمور
فإنك إن فعلت ذلك كنت من الفائزين