تجري الأمور بالسياسة و السياسة تسير بالقوة
والقوة تعني الحجم الإقتصادي الذي تملكه
و الذين يملكون هذه الكتلة الإقتصادية يملكون القوة
و من يملك القوة يصنع القانون ليحمي هذه القوة من دهماء الناس و عامتهم
و بما أن البشر كائنات إستهلاكية بعادتها فإن الإنسان ما إن يفرغ من إستهلاكه للنبات و الحيوانات و البيئة حتى يغير على أخيه الإنسان لكي يفتعل نوع من الإستهلاك البشري
وهنا وظيفة أخرى للقانون لتنظيم هذا الإستهلاك بما يسمى قانون العمل
الحقيقة المرة أن الإنسان يتعامى عن هذه الدورة الطبيعية
و يصدق العناوين الإعلامية و السيناريوات الأدبية التي يطرحها اصحاب النفوذ
فالحروب إعلاميا هدفها نشر الديموقراطية و القضاء على الشر و رد الكرامة
و الحقيقة أنها مجرد وسيلة لخلق موسم تجاري في غير وقته يستفيد منه التجار بمختلف بضائعهم
ووسيلة لإمتصاص موارد الطاقة و المواد الأولية للتصنيع بثمن بخس
بدأت أنظر من حولي أتلمس المفاهيم في شكلها الإعلامي المطروح في الإذاعة و التلفزيون
و بين ما تعلمته في الصغر إتجاه هذه المثاليات فوجدت بينهما بونا شاسعا
فوجدت المفاهيم حرفت و طمست معانيها بصورة غريبة و صارت كالتالي
الحق هو ما وضعت يدك عليه و نفيت ملك الغير له و كان هذا الغير أضعف منك بحيث لا يستطيع إثباته لنفسه
الحقيقة هو تظافر وسائل الإعلام على نشر معلومة معينة و بوقت متقارب و متزامن
الجرأة هي الخروج عن الإطار الأخلاقي للجماعة و بشكل فجائي
حسن القيادة أن تترك بينك و بين من تقودهم مسافة تأمن معها شرهم و مع ذلك توجههم
الحرية هي كسر حواجز لم تصل إليها لتصل إلى أماكن لا تدري عنها
الحوار هو أن يظهر كل طرف سوآة الآخر
تصحيح المفاهيم هو أن تقبل من المخالف أن يلقنك ما يعتقده على سبيل التسليم
الحب عاطفة تجعل الشرير لا يبدو بذاك السوء الذي يظهر به
الجمال هو لفت النظر
الوطنية مصطلح عسكري لتخفيف غلواء التجنيد الإجباري في الدول التي تقره
الإرهاب هو المساس بالمصالح الإقتصادية للدول المتقدمة صناعيا
***
الواقع أصبح غريبا جدا
فبدلا من أن يتكبد القاتل و مغتصب الأرض مغبة فعله و يواجه أصحاب الحق
صار يكفيه أن يسمي ما فعله ثأرا و تحريرا
في زمن يسمى فيه الدجل سياسة و النفاق دبلوماسية
يحتاج الشخص إلى الغوص في كل معنى يطرق سمعه
فالإعلام أيها الأحبة هو الفاسق الذي كلما جائنا بنبأ
و مفهوم فعلينا أن نتبين
فإن الثقافة الإعلامية صارت غالبة على ما دونها هذه الأيام
كن حكيما...كن متثبتا ولا تسلم لكل ما يقال
مهما كان متضمنا لإثارة و تشويق
أنت الذي حملت أمانة السماوات و الأرض
***
عقلنا أيها الأحبة أغلى من أن نسلمه لأحدهم لكي يحشوه لنا