
تتناثر أفكاري مبعثرة
ثم تنتعش
فتتراكب لتصل إلى سماء الفكر لتسترق السمع
لعلها ترجع لي بشيء....والواقع أنها لم ترجع لي بشيء
!!
فليست أفكاري شياطين
ولا إلى حديث الملائكة استمعت
ترجع لي أفكاري وقد ارتدت نفس اللون وتتحرك بنفس المشية
....
إذا كان السؤال الذي يطرح نفسه دوما هو عن الإبداع...ولماذا قل الإبداع في صحرائنا العربية
فكما أن الصحراء لا تنبت زهور النرجس ولا ينبت فيها غير طائفة قليلة من النباتات
فكذلك عقول ساكنيها ...فلا تكاد تجد من ينبت في عقله زهرة تخالف الزهر الصحراوي الضئيل والموسمي
لماذا قل الإبداع بشكلِ عام؟؟
هل ذلك لأن ثقافة العالم كلها امتزجت واختلطت
فالعالم كله يأكل البيج ماك ويشرب قهوة ستار بكس ويرتدي الجينز الأزرق
لقد اصبحنا في عالم امريكي جدا إن صح التعبير وبدت كل الفوارق والفواصل الثقافية تذوب
في الأمة المنتصرة
ولذلك خطرت لي فكرة في يوم من الأيام
فكرة اصيلة مبدعة
اخذتها وضممتها وأخذت اقبلها والبستها لباسا عربياً
واطعمتها التمر واشربتها قهوة عربية وغيرت شمس الصحراء لون بشرتها
اقنعتها بأن تظل عربية الإنتماء حتى إذا ما عرفها العالم قال فكرة عربية
!!
وبعد ان خالطت فكرتي باقي الأفكار في العالم شعرت فكرتي باليتم والوحشة
وجلست في ركن مظلم تراقب باقي الأفكار
افكارهم تم تبنيها مزهوة ومدعومة من قبل ثقافاتها وحضارتها
ظلت فكرتي صامدة ولكن بعد فترة ليست بالطويلة
تغربت فكرتي وأخذت تأكل مما ياكلون منه وتشرب مما يشربون
أختارت لنفسها ان تكون فكرة غربية فعالة بدلا من أن تدفن في مقبرة عربية
أسوارها مفتوحة وينبش فيها الزوار عظام موتاهم بالشتيمة والإهانة
وبعد ذلك جلست متحسرا على فكرتي وضياعها واختلاط الأمر عليها
أخذتُ أفكر وقلت في نفسي
أتمنى أن اقتنص فكرة أخرى
لأدفنها في صحرائنا العربية قبل أن تفلت مني وتتغرب