الأحد، 30 أغسطس 2009

وجدت الفكرة ...ولكن





تتناثر أفكاري مبعثرة

ثم تنتعش

فتتراكب لتصل إلى سماء الفكر لتسترق السمع

لعلها ترجع لي بشيء....والواقع أنها لم ترجع لي بشيء

!!

فليست أفكاري شياطين

ولا إلى حديث الملائكة استمعت

ترجع لي أفكاري وقد ارتدت نفس اللون وتتحرك بنفس المشية

....

إذا كان السؤال الذي يطرح نفسه دوما هو عن الإبداع...ولماذا قل الإبداع في صحرائنا العربية

فكما أن الصحراء لا تنبت زهور النرجس ولا ينبت فيها غير طائفة قليلة من النباتات

فكذلك عقول ساكنيها ...فلا تكاد تجد من ينبت في عقله زهرة تخالف الزهر الصحراوي الضئيل والموسمي

لماذا قل الإبداع بشكلِ عام؟؟

هل ذلك لأن ثقافة العالم كلها امتزجت واختلطت

فالعالم كله يأكل البيج ماك ويشرب قهوة ستار بكس ويرتدي الجينز الأزرق

لقد اصبحنا في عالم امريكي جدا إن صح التعبير وبدت كل الفوارق والفواصل الثقافية تذوب

في الأمة المنتصرة

ولذلك خطرت لي فكرة في يوم من الأيام

فكرة اصيلة مبدعة

اخذتها وضممتها وأخذت اقبلها والبستها لباسا عربياً

واطعمتها التمر واشربتها قهوة عربية وغيرت شمس الصحراء لون بشرتها

اقنعتها بأن تظل عربية الإنتماء حتى إذا ما عرفها العالم قال فكرة عربية
!!

وبعد ان خالطت فكرتي باقي الأفكار في العالم شعرت فكرتي باليتم والوحشة

وجلست في ركن مظلم تراقب باقي الأفكار

افكارهم تم تبنيها مزهوة ومدعومة من قبل ثقافاتها وحضارتها

ظلت فكرتي صامدة ولكن بعد فترة ليست بالطويلة

تغربت فكرتي وأخذت تأكل مما ياكلون منه وتشرب مما يشربون

أختارت لنفسها ان تكون فكرة غربية فعالة بدلا من أن تدفن في مقبرة عربية

أسوارها مفتوحة وينبش فيها الزوار عظام موتاهم بالشتيمة والإهانة

وبعد ذلك جلست متحسرا على فكرتي وضياعها واختلاط الأمر عليها

أخذتُ أفكر وقلت في نفسي

أتمنى أن اقتنص فكرة أخرى

لأدفنها في صحرائنا العربية قبل أن تفلت مني وتتغرب

الخميس، 27 أغسطس 2009

توبة...وبداية جديدة


قررت العودة إلى بياض هذه المدونة بين لحظات هذا الشهر الفضيل

...قرار سريع اتخذته على سطح مكتب العمل....ربما اسعى إلى القضاء على العيون الكسلانة التي تتملكني
وربما لم يعد من الصحي أن أختزل كل مشاعري من دون افصاح...وربما لا شيء سوى الرغبة في العودة إلى هذا العالم من جديد

وإذا أردت أن أجمع موضوع رمضان مع موضوع البداية من جديد....فلا بد أن امزج الموضوعين في التوبة
التوبة والإنابة إلى الله تعني أن تخط لنفسك خطا في الحياة تتجاوز من خلاله كل السلبيات التي تمر بها وتبدلها بأمور
إيجابية تنعش بها حياتك

التوبة تعني البدأ من جديد تعني أن تتوجه الحواس إلى تمجيد الواهب بطاعته

إذا كان السؤال الذي يطرح نفسه دائما...كيف نتغير؟ و كيف يتوب الإنسان من معصية إستقرت في نفسه لسنوات حتى صارت جزئا من روتينه
اليومي؟
اول خطوة هي أن يقف الإنسان عن الفعل....ومن ثم العزم إلى عدم الرجوع إلى الفعل....و من ثم الندم على ما كان عليه و بمفهوم المخالفة أن يستحسن حياته من دون هذه المعصية فإن فعل ذلك و تاب تاب الله عليه وإن الله يفرح لتوبة عبده وهو سبحانه يريد أن يعفو عن المسيء الذي يتوب

“يريد الله ان يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلو ميلا عظيما”

في الدين الإسلامي...أن تتوب يعني أن تشعر بشأم المعصية وتشعر بفرحة الخلاص منها

تسم الله وتسبغ الوضوء...وتشعر مع تساقط كل قطرة من ماء الوضوء أن السيئات تخرج من كل شيء

باختصارأن تتخلص من الجانب السيء...تمرغ وجهك في الأرض تسجد لله ركعتين بعد التوبة
تسأل الله العفو...وترجو رحمته

جميل هو شعور التجدد....والأجمل منه ان تعقد في قلبك النية أن تستغفر وتتوب وتبدأ من جديد عند كل عثرة تعيشها في حياتك

أنت اغلى وأحلى وأجمل من أن تحبس بين جدران معصية مشؤومة

فلا تحرم نفسك سبيل
الحرية

اسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يرزقنا توبة نصوح نبدأ معها عاما جديدا بأنفاسٍ إيمانية